الثلاثاء، 19 مارس 2013

دوله البوسعيد
آل سعيد هي العائلة الحاكمة في عُمان في الفترة الحالية
ومؤسس هذه الدولة هو الإمام أحمد بن سعيد عام 1749م
وقد شهدت البلاد في فترة حكم آل سعيد كثير من التغيرات من ازدهار وأنكسار وتمرد داخلي
ففي زمن الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة بدأت البلاد في الازدهار المتواصل
وفي زمن السلطان سعيد بن سلطان 1804م كانت عُمان أمبراطورية البحر فقد أمتدت من سواحل الهند إلى أفريقيا وتحديداً زنجبار وجزر القمر وغيرها من المناطق الأفريقية وكانت تملك أراضي شاسعة من الجزيرة العربية مثل الإمارات العربية المتحدة
ولكن شهدت البلاد أنقسام بعد وفاة السلطان سعيد وبداء الأقتصاد في الانهيار وبذلك تسبب في عدم حفظ الأمن ونزول الأجانب ومنها بداية الأحتلال البريطاني الذي أدى إلى نشوب حروب أهلية وإقامة الإمامة في المناطق الداخلية في عُمان مماأدى إلى بقاء حكم آل سعيد على المناطق الساحلية، وانغلاق حكم الامامة في الداخل حتى منتصف القرن العشرين.

 الغزو البرتغالي

في أوائل القرن السادس عشر وتحديدا في عام 1507 م قام البرتغاليون بقيادة البوكيرك بغزو عمان مستغلين الحروب الأهلية وضعف دولة النباهنة]] في اخر ايامها، مما مكنهم من السيطروا على اجزاء كبيرة من السواحل العمانية. وظلت عمان قابعة تحت الاحتلال الاستعماري البرتغالي. وقدر الله لعمان ظهور أحد ابرز الشخصيات في التاريخ العماني وهو الإمام ناصر بن مرشد مؤسس دولة اليعاربة (1624-1744 م)والذي اجمع العلماء على اختياره اماما لعمان عام 1624 م.وقد تمكن الإمام ناصر بن مرشد من توحيد البلاد تحت قيادته للمرة الأولى منذ سنوات عديدة، ومن تحرير جل المناطق العمانية التي احتلها البرتغاليون ما عدا مسقط ومطرح إذ انه توفي في عام 23 أبريل 1649 م.وقد واصل بعده الإمام الجديد سلطان بن سيف الذي بويع بالامامة في أبريل 1649 م هذه المهمة في مطاردة البرتغاليين، خاصة وانه توفرت له الكثير من عناصر القوة المادية والعسكرية حتى تم تحرير مسقط، "ؤارغم الحاكم البرتغالي على التخلي عن القلعتين للقوات العمانية في 23 يناير 1650 م" وهو ما كان ايذانا بأفول نجم البرتغاليين من منطقة الخليج. وبنهاية عام 1652م لم يبق للبرتغاليين في الخليج الا وكالتهم في كينج. والجدير بالذكر ان القوات العمانية طاردت البرتغاليين إلى سواحل فارس والهند وشرق أفريقيا، ويذكر مايلز ان اليعاربة صارت لهم السيادة الفعلية على المحيط الهندي ؤأصبحت سفنهم تنشر الرعب في قلوب الأوروبيين لمدة قرن ونصف من الزمان واستمرت دولة اليعاربة ممسكة بزمام الأمور في عمان حتى ضعفت الدولة اليعربية اثر قيام الحرب الأهلية في عمان بين عامي (1718-1737 م) ،ثم ما اعقبها من صراع على السلطة بعد عزل سيف بن سلطان الثاني عن الامامة لسوءادرته للبلاد ومبايعة بلعرب بن حمير في 1737 م ،حيث رفض سيف بن سلطان القرار وطلب من الحكومة الفارسية في عهد نادر شاه ان ترسل له قوات كي يخضغ خصومه. وقد ابحرت القوات الفارسية في 14 مارس 1737 م باتجاه السواحل العمانية بقيادة لطيف خان، ولكن رؤساء القبائل العمانية تمكنوا من الصلح بين سيف بن سلطان وبلعرب بن حمير، وتمت بموجب هذا الصلح تنازل بلعرب عن الامامة لسيف حقنا للدماء وانقاذا لعمان من الغزو الفارسي.ولكن عاود الفرس غزو عمان عام 1741 م بسبب استنجاد سيف بالفرس مرة أخرى وذلك بعد أن عزله العلماء للمرة الثانية نتيجة سوء سيرته ومخالفة للشريعة الإسلامية، وبايعوا سلطان بن مرشد بالامامة، وادى هذا الصراع إلى سقوط دولة اليعارية بعد وفاة كل من سلطان ابن مرشد قائد المقاومة العمانية داخل الحصن الرئيسي في صحار، وسيف بن سلطان الثاني في قلعة الحزم بالرستاق.

 عهد الامام أحمد بن سعيد (مؤسس الدولة البوسعيدية)

وبوفاة الإمامين اعد المسرح لظهور شخصية فذة استطاعت ان تلعب دورًا فاعلاً في التاريخ العماني الحديث وهي شخصية احمد بن سعيد والذي قاد المقاومة العمانية ضد الاحتلال الفارسي واستطاع ان يوقف الحرب الأهلية، ويطرد الفرس من عمان، وتمت مبايعة بالامامة في عام 1744 م. وبذلك قامت دولة البوسعيد والتي تحكم عمان حتى يومنا هذا، وفي عهده توطدت اركان الدولة العمانية وتمكن من اعادة توحيد البلاد وٕاخماد الفتن الداخلية، وٕإنشاء قوة بحرية كبيرة إلى جانب أسطول تجاري ضخم، وهو ما اعاد النشاط والحركة التجارية إلى السواحل العمانية. كما اعاد لعمان دورها في المنطقة، وليس ادل على ذلك من انه ارسل نحو مائة مركب تقودها السفينة الضخمة(الرحماني) في عام 1775 م إلى شمال الخليج لفك الحصار الذي ضربه الفرس حول البصرة في ذلك الوقت بعد استنجاد الدولة العثمانية به، واستطاع الأسطول العماني فك الحصار عن البصرة، فكأفأهم السلطان العثماني بتخصيص مكافأة أو خراج سنوي صار يدفع إلى ايام دولة السيد سلطان ابن الامام احمد والى ايام ولده سعيد بن سلطان وبعد وفاة احمد بن سعيد عام 1793 م انتخب ابنه الرابع سعيدًا اماماً ثم ارغم سعيد على التنازل عن الحكم لصالح ابنه حمد في (1792 م) وفي عهده انتقلت العاصمة من الرستاق إلى مسقط لتستقر فيها حتى الآن. ولكن حكمه لم يدم حيث انه توفي في نفس العام متأثرا بمرض الجدري وبذلك تجدد الصراع على السلطة بين سعيد ؤاخويه قيس وسلطان، وكانت النتيجة اجتماعاً بين ورثة السلطة اسفر عن عقد اتفاق يتعلق بتقسيم عمان بين: سعيد الذي بقي في الرستاق وسلطان وله السلطة في مسقط، وقيس ومركز سلطته صحار.

 عهد سلطان بن أحمد

وفي عهد سلطان بن احمد (1792-1804 م)تم استتباب الأمن والنظام في عمان بعد أن تمكن السيد سلطان من الاستيلاء على القلاع والحصون ؤاخضعها لسيطرته، وبعد أن استتب الأمن في البلاد وجه اهتمامه إلى في مدينة مسقط للمرة الأولى. وبالنسبة للعلاقات مع فرنسا فقد كان القنصل الفرنسي في البصرة على صلة صداقة شخصية مع الإمام احمد بن سعيد. ؤاثر احتلال نابليون بونابرت الذي ظهر في فرنسا ل مصر زاد الصراع بين فرنسا وبريطانيا على كسب ود عمان. وفي عام 1798 م سيطر السيد سلطان على الموقف في المنطقة بأسرها لا سيما بعد صدور مرسوم من الحكومة الفارسية اجاز ضم ميناء" بندر عباس " و" جوادر " و" شهبار " إلى حكومة السيد سلطان بن احمد الذي اخضع جزيرتي " قشم " و" هرمز " ووضع فيها الحاميات العمانية لتأمين السفن التجارية المارة ب مضيق هرمز من والى الخليج العربي. ولكن القدر لم يمهل السيد سلطان بن احمد كي يواصل تحقيق طموحاته في توسيع رقعة الدولة العمانالخارج بفتح أقاليم جديدة ولحماية حدود عمان من الغزو الأجنبي. وقام بتدعيم علاقاته مع القوى الكبرى خاصة الإنجليزية والفرنسية وذلك في اوج التنافس بينهما على السيطرة على المنطقة، ففي عام ١٧٩٨ م وقعت شركة الهند الشرقية معاهدة تجارية مع السيد سلطان بن احمد الذي تولى الحكم عام 1793 يسمح بمقتضاها بإنشاء وكالة تجارية لها في بندر عباس، وبعد عامين (1800 م) أصبح للشركة المذكورة ممثلا لهاية، فقد وقع قتيلا في (30 نوفمبر 1804 م). على يد بعض القراصنة أثناء رحلة بحرية كان يقوم بها بين البصرة وعُمان. ليخلفه في الحكم ابنه الشهير السيد سعيد بن سلطان والذي شهدت فترة حكمه قيام الإمبراطورية العمانية.

 عهد سعيد بن سلطان

ولد السيد سعيد بن سلطان – حفيد مؤسس الدولة البوسعيدية- في سمائل عام 1791 م. وقبل مقتله في عام 1804 م قام والده السيد سلطان بن احمد بتعيين محمد بن ناصر الجبري وصيا على ابنيه. سالم وكان يبلغ من العمر (15) عاما، وسعيد كان له من العمر (13) عاما، وفي هذه الأثناء قام عمهما قيس بن احمد حاكم صحار بمحاولة للاستيلاء على السلطة في عمان، فاجتمعت الأسرة البوسعيدية وشاركت بالاجتماع السيد موزة بنت الامام احمد ؤاقر هذا الاجتماع طلب المساعدة من السيد بدر بن سيف بن الامام احمد والذي كان متواجدا في الدرعية "عاصمة الدولة السعودية الأولى" بعد هربه من عمان على اثر فشل الانقلاب الذي قام به ضد السيد سلطان بن احمد عام 1803 م، وعندما وصلت الدعوة إلى بدر من الوصي محمد بن ناصر فانه سرعان ما توجه إلى مسقط ليمسك بزمام الأمور هناك، وقد استمر بدر بن سيف الحاكم الفعلي لعمان لمدة عامين حتى انتهى عهده بعد سقوطه صريعا على يد السيد الشاب سعيد بن سلطان بعد مبارزة رسمية بالسيف جرت بينهما في بلدة بركاء. وبمقتل السيد بدر بن سيف تم لسعيد بن سلطان توطيد حكمه في عمان والمناطق التابعة لها. وقد تميز السيد سعيد بشخصية قوية، وٕارادة صلبة وأفق واسع، وحنكة كبيرة، جعله بين الفريدين والأفذاذ في تاريخ شرق الجزيرة العربية وشرق أفريقيا خلال القرن 19 م ويعتبر من الشخصيات الهامة في تاريخ العرب الحديث والمعاصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق