عمان في العصور الحجرية
العصور الحجرية القديمة
تعود بداية حضارة الإنسان في عمان إلى الألف الثامنة ق.م، وفيها صنع الإنسان العماني أدواته من الحجر العادي وهناك آثار ونقوش في عمان ترجع إلى ذلك العصر. وتتعدد تلك النقوش في عمان ما بين الحفر على الصخر في شمال عمان، إلى استخدام الألوان في جنوبها في ظفار، وتبدو في تلك النقوش صور بشرية وحيوانات برية، كما عثرت البعثات الأثرة في عمان على أدوات عديدة تنتمي إلى هذا العصر مثل الفؤوس وأدوات الصيد، وهياكل عظمية لحيوانات برية، وأدوات حجرية، ونقوش في
ظفار وسيوان (
هيما).
العصور الحجرية الوسيطة والحديثة
تمكن العمانيون الأوائل في هذا العصر الوسيط من استثمار الموارد الطبيعية المتاحة، فشكل أدوات مفيدة من حجر الصوان أشتملت على الفؤوس والمكاشط والمدقات، كما بدأت الخطوات الأولى نحو صناعة الفخار، وتميزت مواقع عمان المكتشفة، والتي تنتمي إلى هذا العصر بوجود نظم جديدة في بناء المقابر وعمليات الدفن، وأدوات تدل على جوانب عقائدية تصور الحياة في العالم الآخر. وفي [[العصر الحجري الحديث بدأ الإنسان العماني بصناعة أدواته من حجر الصوان الشديد الصلابة، الامر الذي يحتاج إلى أدوات وتقنية متقدمة، كما ظهرت الأواني الفخارية والرحى لطحن الحبوب، وتعد الرحى أهم إنجازات الإنسان في هذا العصر.....سيسي
أهم المكتشفات الأثرية من العصور القديمة
و في عمان تم اكتشاف العديد من مواقع التجمعات البشرية والمستوطنات الكبيرة على السواحل وفب الاودية وعلى سفوح الجبال، وعثر على عظام الحيوانات مثل الابقار والظباء والجمال ،وتعد آثار
رأس الحمراء بمسقط أهمها على الإطلاق، كما تشير محتويات موقع حفيت وآثار بات على الوضع الحضاري لتلك العصور في عمان، ومن ابرز المواقع التي عثر فيها على شواهد أثرية :
- مستوطنة الوطية (محافظة مسقط) يرجع تاريخها إلى الألف العاشرة قبل الميلاد، عثر بها على مخلفات أثرية أشتملت على ادوات حجرية وقطع من الفخار، كما عثر على مواقد للنار وبعض الادوات الصوانية الحادة والمسننة على شكل مكاشط وانصال وسهام، وبعض النقوش الصخرية التي تعبر عن أساليب الصيد وطرق مقاومة الحيوانات المفترسة.
يرجع تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وهو محصن بسور من الحجارة المتراصة بطريقة محكمة، وتم الكشف فيه عن خمس ألواح حجرية نقشت بها نصوص بالخط المسند الجنوبي، يستخلص منها أن المدينة بنيت بهدف تأكيد السيطرة على تجارة اللبان والبخور التي كانت رائجة مع المراكز الحضارية القديمة في كل من
مصر واليونان والعراق. وقد كشفت التنقيبات الأثرية في
خور روري عن الكثير من الشواهد الأثرية كالمعبد والعملات والاواني الفخارية والمعدنية، ويعد موقع
خور روري من أهم مواقع أرض اللبان التي أدرجت في قائمة التراث العالمي في عام 2000م.
موقع غنيم (الوسطى)
عثر فيه على أدوات ومكاشط حجرية ومعدنية ومعدات صيد، ويبدو أن الظروف المناخية كانت ملائمة للتجمعات البشرية في تلك المنطقة خلال عصور ما قبل التاريخ. كما كانت مرتبطة بشبكة الاتصال البرية عبر الصحراء إلى
ظفار في غربها وإلى
عبري وليوا ودلمون في شمالها.
مستوطنة رأس الحمراء (مسقط)
يرجع تاريخها إلى الألف الخامسة قبل الميلاد وعثر فيها على أدوات صيد برية وبحرية مثل الصنارات. واتضح ان سكانا قد اعتمدوا على صيد السلاحف والاسماك، حيث شكلت أساسا في نظامهم الغذائي، ويدل على ذلك الحفر العديدة التي عثر عليها لوضع الفضلات، وكذلك في حفر مواقد النار، وعثر أيضا على حلي النساء مثل الخواتم والاساور الصدفية والعقود، واتضح من دراسة آثار تلك المستوطنة لاسيما المقابر ان هناك طقوسا بدأت تتبع في عمليات الدفن، واهتماما بالعالم الآخر من حياة الإنسان.
من أهم المواقع القديمة في عمان، شهدت العديد من الفترات الاستيطانية، كان ابرزها
العصر البرونزي الوسيط (2500-2100 قبل الميلاد) ولعبت دورا محوريا في الصلات الحضارية بين
مجان والمراكز الحضارية القديمة في كل من
الهند والبحرين والعراق ومصر. مرشد الرحبي
وترجع آثارها إلى ما قبل الألف الثالثة قبل الميلاد، وتدل على وجود شبكة برية من الاتصال بين الساحل والصحراء عبر أودية الجبال حيث وجدت مستوطنات بشرية نشأت على هذه الطرق. وتم الكشف فيها عن العديد من المدافن ذات بناء هندسي ومعماري فريد ويدل ذلك على تقدم معماري في عمان ووجود طقوس واعتقادات دينية بالعالم الآخر.كما عثر على نظم دفاعية عبارة عن ابراج حجرية، وبجوارها منازل السكان، واستنتج الباحثون ان النظم التي اتبعها سكان الموقع لاستخراج المياه تعد البداية المبكرة لنظام
الافلاج في عمان ونظرا لاهمية مستوطنة بات فقد ادرجتها منظمة
اليونسكو في قائمة التراث العالمي عام 1988م.
يبدو من آثاره التي ترجع إلى الألف الثالثة ق.م وجود تقدم في صناعة الادوات خاصة النحاسية والأسلحة الحديدية والقوارير الفخارية، كما يشير هذا الموقع إلى ظهور نظم جديدة في التعامل التجاري مع المناطق المجاورة، ومعارف متقدمة لعمليات حفظ الحبوب والغلال، وتدل المكتشفات على وجود مدافن خاصة بالرجال وأخرى بالنساء.
موقع سلوت (الداخلية)
تعد سلوت من المواقع التحصينية المتطورة خلال
العصر الحديدي المبكر (1000 ق.م)، ويذكر المؤرخون بأن
الأزد بقيادة
مالك بن فهم أشتبكو مع
الفرس في سلوت وتمكنوا من هزيمتهم.
عثر في هذا الموقع على قبور وفخاريات تعود إلى الألفين الثالثة والثانية ق.م وما زالت عمليات الاستكشاف مستمرة.
عثر فيها على مدفن أثري غني بالقطع النحاسية التي تعود إلى الألف الثانية قبل الميلاد، وفي ذلك دلالة على وفرة خام النحاس في
مجان. وقد اشتملت المكتشفات الأثرية من الموقع على رؤوس حراب وانصال ورماح وخناجر ورؤس سهام وأمواس حادة ومقابض لبعض الاواني، وعثر على نموذج صغير لخاتم فضي وخاتمين من الصدف وخرز من
العقيق وآنية من الحجر.
كشفت التنقيبات الأثرية داخل قلعة
صحار عن مراحل استيطان مدينة
صحار منذ القرن الأول الميلادي حتى القرن الثامن الهجري /الثالث عشر الميلادي، استخدم في بنائها نوعية جيدة من الطوب وحجارة جيدة القطع ونوعية جيدة من السيراميك
والبورسلين، ودلت الشواهد الأثرية على ازدهار
صحار كمركز تجاري حتى منتصف القرن الثالث عشر الميلادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق