الثلاثاء، 19 مارس 2013

عمان في العصور الحجرية

 العصور الحجرية القديمة

‏ تعود بداية حضارة الإنسان في عمان إلى الألف الثامنة ق.م، وفيها صنع الإنسان العماني ‏أدواته من الحجر العادي وهناك آثار ونقوش في عمان ترجع إلى ذلك العصر. وتتعدد تلك ‏النقوش في عمان ما بين الحفر على الصخر في شمال عمان، إلى استخدام الألوان في جنوبها في ‏ظفار، وتبدو في تلك النقوش صور بشرية وحيوانات برية، كما عثرت البعثات الأثرة في عمان ‏على أدوات عديدة تنتمي إلى هذا العصر مثل الفؤوس وأدوات الصيد، وهياكل عظمية لحيوانات ‏برية، وأدوات حجرية، ونقوش في ظفار وسيوان (هيما).‏

 العصور الحجرية الوسيطة والحديثة

‏ تمكن العمانيون الأوائل في هذا العصر الوسيط من استثمار الموارد الطبيعية المتاحة، فشكل ‏أدوات مفيدة من حجر الصوان أشتملت على الفؤوس والمكاشط والمدقات، كما بدأت الخطوات ‏الأولى نحو صناعة الفخار، وتميزت مواقع عمان المكتشفة، والتي تنتمي إلى هذا العصر بوجود ‏نظم جديدة في بناء المقابر وعمليات الدفن، وأدوات تدل على جوانب عقائدية تصور الحياة في ‏العالم الآخر.‏ وفي [[العصر الحجري الحديث بدأ الإنسان العماني بصناعة أدواته من حجر الصوان الشديد ‏الصلابة، الامر الذي يحتاج إلى أدوات وتقنية متقدمة، كما ظهرت الأواني الفخارية والرحى ‏لطحن الحبوب، وتعد الرحى أهم إنجازات الإنسان في هذا العصر.....سيسي ‏

أهم المكتشفات الأثرية من العصور القديمة

و في عمان تم اكتشاف العديد من مواقع التجمعات البشرية والمستوطنات الكبيرة على السواحل ‏وفب الاودية وعلى سفوح الجبال، وعثر على عظام الحيوانات مثل الابقار والظباء والجمال ‏،وتعد آثار رأس الحمراء بمسقط أهمها على الإطلاق، كما تشير محتويات موقع حفيت وآثار بات ‏على الوضع الحضاري لتلك العصور في عمان، ومن ابرز المواقع التي عثر فيها على شواهد ‏أثرية :‏
  • مستوطنة الوطية (محافظة مسقط) يرجع تاريخها إلى الألف العاشرة قبل الميلاد، عثر بها على مخلفات أثرية أشتملت على ادوات ‏حجرية وقطع من الفخار، كما عثر على مواقد للنار وبعض الادوات الصوانية الحادة والمسننة ‏على شكل مكاشط وانصال وسهام، وبعض النقوش الصخرية التي تعبر عن أساليب الصيد وطرق ‏مقاومة الحيوانات المفترسة.‏

 مستوطنة خور روري (ظفار)

‏ يرجع تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وهو محصن بسور من ‏الحجارة المتراصة بطريقة محكمة، وتم الكشف فيه عن خمس ألواح حجرية نقشت بها نصوص ‏بالخط المسند الجنوبي، يستخلص منها أن المدينة بنيت بهدف تأكيد السيطرة على تجارة اللبان ‏والبخور التي كانت رائجة مع المراكز الحضارية القديمة في كل من مصر واليونان والعراق.‏ وقد كشفت التنقيبات الأثرية في خور روري عن الكثير من الشواهد الأثرية كالمعبد والعملات ‏والاواني الفخارية والمعدنية، ويعد موقع خور روري من أهم مواقع أرض اللبان التي أدرجت في ‏قائمة التراث العالمي في عام 2000م.‏

 موقع غنيم (الوسطى)

عثر فيه على أدوات ومكاشط حجرية ومعدنية ومعدات صيد، ويبدو أن الظروف المناخية كانت ‏ملائمة للتجمعات البشرية في تلك المنطقة خلال عصور ما قبل التاريخ.‏ كما كانت مرتبطة بشبكة الاتصال البرية عبر الصحراء إلى ظفار في غربها وإلى عبري وليوا ‏ودلمون في شمالها.‏

مستوطنة رأس الحمراء (مسقط)

يرجع تاريخها إلى الألف الخامسة قبل الميلاد وعثر فيها على أدوات صيد برية وبحرية مثل ‏الصنارات. واتضح ان سكانا قد اعتمدوا على صيد السلاحف والاسماك، حيث شكلت أساسا في ‏نظامهم الغذائي، ويدل على ذلك الحفر العديدة التي عثر عليها لوضع الفضلات، وكذلك في حفر ‏مواقد النار، وعثر أيضا على حلي النساء مثل الخواتم والاساور الصدفية والعقود، واتضح من ‏دراسة آثار تلك المستوطنة لاسيما المقابر ان هناك طقوسا بدأت تتبع في عمليات الدفن، واهتماما ‏بالعالم الآخر من حياة الإنسان.‏

 مستوطنة رأس الجنز (الشرقية)

من أهم المواقع القديمة في عمان، شهدت العديد من الفترات الاستيطانية، كان ابرزها العصر ‏البرونزي الوسيط (2500-2100 قبل الميلاد) ولعبت دورا محوريا في الصلات الحضارية بين ‏مجان والمراكز الحضارية القديمة في كل من الهند والبحرين والعراق ومصر.‏ مرشد الرحبي

 مستوطنة بات (الظاهرة)

وترجع آثارها إلى ما قبل الألف الثالثة قبل الميلاد، وتدل على وجود شبكة برية من الاتصال بين ‏الساحل والصحراء عبر أودية الجبال حيث وجدت مستوطنات بشرية نشأت على هذه الطرق.‏ وتم الكشف فيها عن العديد من المدافن ذات بناء هندسي ومعماري فريد ويدل ذلك على تقدم ‏معماري في عمان ووجود طقوس واعتقادات دينية بالعالم الآخر.كما عثر على نظم دفاعية عبارة ‏عن ابراج حجرية، وبجوارها منازل السكان، واستنتج الباحثون ان النظم التي اتبعها سكان الموقع ‏لاستخراج المياه تعد البداية المبكرة لنظام الافلاج في عمان ونظرا لاهمية مستوطنة بات فقد ‏ادرجتها منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي عام 1988م.‏

 موقع الميسر سمد الشأن (الشرقية)

‏ يبدو من آثاره التي ترجع إلى الألف الثالثة ق.م وجود تقدم في صناعة الادوات خاصة النحاسية ‏والأسلحة الحديدية والقوارير الفخارية، كما يشير هذا الموقع إلى ظهور نظم جديدة في التعامل ‏التجاري مع المناطق المجاورة، ومعارف متقدمة لعمليات حفظ الحبوب والغلال، وتدل المكتشفات ‏على وجود مدافن خاصة بالرجال وأخرى بالنساء.‏

موقع سلوت (الداخلية)

‏ تعد سلوت من المواقع التحصينية المتطورة خلال العصر الحديدي المبكر (1000 ق.م)، ويذكر ‏المؤرخون بأن الأزد بقيادة مالك بن فهم أشتبكو مع الفرس في سلوت وتمكنوا من هزيمتهم.‏

 موقع مدحا (مسندم)‏

‏ عثر في هذا الموقع على قبور وفخاريات تعود إلى الألفين الثالثة والثانية ق.م وما زالت عمليات ‏الاستكشاف مستمرة.‏

 موقع الواسط (الظاهرة)

‏ عثر فيها على مدفن أثري غني بالقطع النحاسية التي تعود إلى الألف الثانية قبل الميلاد، وفي ذلك ‏دلالة على وفرة خام النحاس في مجان.‏ وقد اشتملت المكتشفات الأثرية من الموقع على رؤوس حراب وانصال ورماح وخناجر ورؤس ‏سهام وأمواس حادة ومقابض لبعض الاواني، وعثر على نموذج صغير لخاتم فضي وخاتمين من ‏الصدف وخرز من العقيق وآنية من الحجر.‏

موقع قلعة صحار (الباطنة)

‏ كشفت التنقيبات الأثرية داخل قلعة صحار عن مراحل استيطان مدينة صحار منذ القرن الأول ‏الميلادي حتى القرن الثامن الهجري /الثالث عشر الميلادي، استخدم في بنائها نوعية جيدة من ‏الطوب وحجارة جيدة القطع ونوعية جيدة من السيراميك والبورسلين، ودلت الشواهد الأثرية ‏على ازدهار صحار كمركز تجاري حتى منتصف القرن الثالث عشر الميلادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق